Prince

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    " ألواح مبعثرة من ملحمة السقوط "

    prince of sad the heart
    prince of sad the heart
    مدير العام للمنتدى
    مدير العام للمنتدى


    ذكر
    عدد الرسائل : 165
    العمر : 33
    البلد : فلسطين
    الوظيفه : كمبيوتر
    المزاج : مبسوط
    اعلام الدول : " ألواح مبعثرة من ملحمة السقوط " Male_p11
    المزاج : " ألواح مبعثرة من ملحمة السقوط " 3210
    صوره : " ألواح مبعثرة من ملحمة السقوط " 300pxhashemitearmsnw0
    تاريخ التسجيل : 29/05/2008

    " ألواح مبعثرة من ملحمة السقوط " Empty " ألواح مبعثرة من ملحمة السقوط "

    مُساهمة من طرف prince of sad the heart الخميس مايو 29, 2008 10:38 am

    " ألواح مبعثرة من ملحمة السقوط "

    يا من رأى الصحراءَ واقفةً‏

    على ريحٍ ملوثةٍ‏

    تغيرُّ وشمها ورداءها‏

    في باطنِ الأنواءْ‏

    تصحو على أرقٍ‏

    وتلبسُ عريَها الموتورَ..‏

    تشعلُ نارَها ليلاً‏

    على سعفِ الرمالِ،‏

    وصوتُها الوحشيُّ‏

    يبعث في جهاتِ الأرضِ‏

    بصمته‏

    ويبعث خوفَه،‏



    هذي خوفَه،‏

    هذي هي الصحراءْ‏

    قمصانُها الراياتُ نادبةٌ‏

    ولائبةٌ‏

    تودّ الغوثَ،‏

    حتى من شياطينٍ ملثمةٍ‏

    تهيلُ على ضفافِ النفسِ‏

    رائحة السموم‏

    ولعنةَ الأشياءْ‏

    هذي هي الصحراءُ‏

    لو خيرّتَها ، يا أنتَ‏

    لا ختارت معاني السوءِ،‏

    منّت نفسها،‏

    أن يسلمَ التاجُ الأغرُّ‏

    من الأذى.‏

    ماهمَّ، لو من بعده الطوفانُ‏

    ولتجرفْ مخالبُه،‏

    كما شاءت،‏

    خراجَ الأرضِ والأنعامِ‏

    والآلاءْ‏

    وعباءةَ التاريخِ‏

    والأختامَ والأرجاءْ‏

    فارتجّت الدنيا‏

    ودنيا الظامئين إلى الدماءِ‏

    غليلةٌ‏

    لا تعدمُ الأسبابَ كي ترتجَّ‏

    وارتحلت إلى غاياتِها‏

    الغاياتُ‏

    واقتربت سنابكُها من الأعناقِ،‏

    واقتربت،‏

    لتنتهكَ الربى من كل ناحيةٍ‏

    وما تحويه من زرعٍ‏

    ومن ضرعٍ‏

    ومن نبضاتِ عشقٍ‏

    لا تغيّبُها الستورْ‏

    وتسارعت أممٌ‏

    وأنت تلبّي دعوة الداعي.‏

    وحطّ الكوكبُ الأرضيُّ مديتَهُ‏

    على عنقِ الطريدِةِ.‏

    فالطريدة مشتهاةٌ‏

    والكلابُ، لهاثُها المحمومُ‏

    يخترق المسامعَ والثغورْ‏

    وعَدَتْ تمزّقُ في القلوب‏

    وجيبَها‏

    وتنوّعُ الخوفَ المعلّبَ‏

    في الصدور‏

    وتحوكُ من شريانِها المقطوعِ‏

    ملحمة انتصاراتٍ‏

    تباركُها الشماتةُ والنذورْ‏

    وحوادثُ الأيامِ‏

    تُكتبُ عند ناصية القبورْ‏

    ***‏

    من أين تبتديءُ الدموعُ رحيلَها،‏

    من أين يا ولدي..؟‏

    لقد كثرت سكاكيُن الضحيّةِ‏

    ثم طاب النحرُ يا ولدي.‏

    أراهم في كوابيسٍ مدمّاةٍ‏

    يشدّون الوثاق على السنابل ..‏

    يتبادّلون اللهوَ والقبلاتِ‏

    والنخبَ المصفّى‏

    بعد أن وضعوا الحرابَ‏

    على المناهلْ‏

    واستعذبوا الألمَ الذي غرسوهُ‏

    في عمق الثرى من أرض بابلْ‏

    ***‏

    من أنتَ يابردى...!!؟‏

    نثرتُ العمرَ.. معظمَهُ‏

    على صفحات خضرتكَ النديّةِ‏

    وانتشينا برهةً بروائعِ النجوى‏

    تقاسمنا الحياةَ على سريرٍ‏

    ضمَّ غربَتنا‏

    وما تحويه من حلوٍ‏

    ومن مُرٍّ‏

    فكيف اليوم يا بردى‏

    تباعدنا على شجنٍ‏

    وصرتَ الرمَح منطلقاً،‏

    وقاماتُ النخيلْ‏

    سطعتْ على كفَيكَ دهشتُها‏

    وذابت في جحيم المستحيلْ.‏

    كم كنتَ يابردى تصفقُ بالرحيقِ‏

    وكنتَ فردوسَ القلوبِ‏

    وكان يابردى انسيابُكَ‏

    خالدأً،‏

    يجري‏

    ويغسلُ بالنضارةِ مطلعَكْ‏

    ونشيدُ أرضِ الشامِ‏

    يعرفُ أهلهُ‏

    أيامَ كانوا يعزفون سماتِهِ‏

    بدمائهم‏

    كرمى لعينيْ موطنٍ‏

    صانوا الشذى بترابهِ،‏

    واليوم يابردى،‏

    ضفافُكَ شاحباتٌ،‏

    والرحى في ليلها الموصودِ‏

    تعصرُ منبعَكْ‏

    ونشيدُ أرضِ الشامِ‏

    تبصرُه عيونُ الخلقِ‏

    يابردى معكْ‏

    ينساقُ مغلولاً‏

    ويكتمُ أدمعَكْ‏

    والنيلُ‏

    ما أدراكَ كم للنيلِ من رئةٍ‏

    يضيقُ لهاثُها المحزونُ‏

    كم قمرٍ ينوس ضياؤهُ‏

    كم عند واديه‏

    تهيمُ الأرضُ ظامئةً‏

    وكم تبقى تفتش في مواويل العناءْ‏

    عن خطوةٍ تمشي،‏

    وموعدُها غدٌ‏

    عن قبلةٍ تختارُ عنواناً لبهجتها‏

    وعن بوّابةٍ مفتوحةٍ‏

    ووراءها شجرٌ وماءْ‏



    يانيلُ. كم كانت بهيّةْ‏



    تبدو كعطر الزيزفونْ‏



    واليوم ، ياليلي ، بهيةْ‏



    قلبٌ تزمّلَ بالأنينْ‏



    في البالِ وجهُكِ يا بهيّةْ‏



    شجرٌ يطلُّ بلا غصونْ‏



    ورفيف حزنك يا بهيّة‏



    يطفو على وجع السنين‏



    ناديت من تعبي بهيّةْ‏



    ... ناديت ، فارتعشتْ عيونْ‏



    ومضت إلى صدري بهيةْ‏



    تبكي ، فعانقَّها الجبنْ‏



    ***‏

    مابين يثربَ والعراقْ‏

    تنهارُ ذاكرةُ الوطن‏

    والأرض في دمنا تُراقْ‏

    فانشرْ عواءَكَ يا زمنْ‏

    فاليومَ.. يومُ الجانحاتِ‏

    الوارداتِ مع المحنْ‏

    واليومَ .. يومُ الراكعين‏

    على الدِمَنْ.‏

    هلاّ رأى أحدٌ لهذا اليومِ‏

    من ندٍّ‏

    ولوفي لهجةِ الأحلام...؟‏

    يا وجع الندى‏

    مابين فجرك والمدى‏

    لفّ الدخان على النهارْ‏

    حميَ الوطيسُ.‏

    تقطعت في داميات الشوقِ‏

    أوتار العناقْ‏

    وتنازعتنا الريحُ والظلماءُ‏

    وانتعشتْ أماسي الدمع‏

    واتّسع النطاقْ،‏

    وغدا يُكسَّرُ جانحاه .. النسرُ‏

    تحت مطارقِ الأحلافِ‏

    فاغتربتْ طيورُ الفجرِ‏

    عن أجوائها..‏

    احترقت أمانيها على ثلج الديارْ‏

    ماذا تقول الروح؟‏

    هل تقوى على شيءٍ ،‏

    وفي العنقِ لإسارْ....!؟‏

    ماذا تقول الروحُ....!؟‏

    تاهت في مفازتها،‏

    وهذا الحلقُ‏

    غاص الشوك في أنحائهِ‏

    ومضى القطار‏

    من كان صدّقَ‏

    أن ما يجري جرى‏

    لولا ذهولٌ في النفوس‏

    تعمقت ظُلُماته‏

    والمستحيلات استباحت‏

    من صدور الناسِ‏

    قانونَ الوجودِ‏

    ودُجنتْ في كل دارْ‏

    من كان صدّق...!!؟‏

    فلنصدقْ أن أربابَ الحواضرِ أصبحوا معزوفةً..‏

    أحجار شطرنجٍ‏

    و" حوّاطين"‏

    يرعون الجنازيَر التي وطِئَت‏

    ترى نجد‏

    وما في جوف نجدٍ من ثمارْ..‏

    لا يسألوني‏

    كيف تنعصرُ المياهُ من الوحولِ‏

    وكيف يبتهجُ السكونُ على الشفاهِ‏

    وكيف تلتمُّ الضلوعُ مخافةً‏

    لا يسألوني،‏

    ما أمرُّمن المرارْ‏

    إلا زمانٌ مشرقيٌّ‏



    غاص في أوجاعنا‏

    ومشى على تعب العيونِ‏

    بلا إزارْ.‏

    هذي هي العملاتُ جاثيةٌ‏

    على أوصالها،‏

    لم يبق فرق ٌبين وجهيها‏

    تساوت كالصدى‏

    وأبو رغالٍ يقتفي أثرَ القوافي‏

    لا تغيب الشمسُ عن أهوائهِ‏

    تلقاه يبني مجدَه في كل هاويةٍ‏

    وترسو عند حضرته البوارجُ‏

    وهي تمسكُ محورَ الدنيا،‏

    وفي يدها ينابيع القرارْ‏

    وتسرُّ في صدغيهِ‏

    أن المُلْكَ مقرونٌ بكُنيتهِ‏

    وأن فضاءه يمتدُّ عن سعةٍ‏

    وأن الكونَ في يده يُدارْ‏

    لو ظلَّ يصنع من لدائنِ شعبِهِ‏

    سوطاً وبرجاً‏

    وانتصارْ‏

    ويكون جَنْي الأرض منذوراً‏

    على طبقٍ‏

    ورأسُ الرمحِ مركوزاً‏

    بخاصرةِ المشاعرِ‏

    والقلوبُ دريئةً‏

    يطأ السعيرُ على الدوام عفافَها‏

    ويصبُّ في دمها الغبارْ‏

    ***‏

    من أين تبتديء الدموعُ رحيلَها‏

    من أين يا والدي..؟‏

    وهل من خطوةٍ تُرجى‏

    إلى وقف النزيفْ‏

    هذا هو الصوتُ المهاجرُ‏

    نحو ساحاتِ الأسى‏

    يرتد محزوناً‏

    ويرجع واهناً من شاهقِ البلوى‏

    فيبتعد السرابُ عن العيونِ‏

    وتحمل الأضلاع ظلمتها،‏

    وخاتمةُ المطافِ‏

    رحيلُ أشرعةٍ ممزقةٍ‏

    ويحني هامَه شجرٌ‏

    وتسقطُ في بلادِ اللهِ‏

    أوراقُ الخريفْ‏

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة نوفمبر 22, 2024 1:35 am